کد مطلب:168031 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:133

اقتراح الطرماح و جواب الامام
روی الطبری، عن أبی مخنف قال: حدّثنی جمیل بن مرشد من بنی معن، عن الطرماح بن عدیّ: (أنّه دنا من الحسین فقال له: واللّه إنّی لانظر فما أری معك أحداً!، ولو لم یقاتلك إلاّ هؤلاء الذین أراهم ملازمیك لكان كفی بهم وقد رأیتُ قبل خروجی من الكوفة إلیك بیومٍ ظهرَ الكوفة وفیه من الناس مالم ترَ عینای فی صعید واحدٍ جمعاً أكثر منه! فسألت عنهم فقیل: اجتمعوا لیُعرَضوا، ثمّ یُسرّحون إلی الحسین!

فأُنشدك اللّهَ إنْ قدرت علی ألاّ تقدم علیهم شبراً إلاّ فعلتَ! فإنْ أردتَ أن تنزل بلداً یمنعك اللّه به حتّی تری من رأیك ویستبین لك ما أنت صانعٌ فَسِرْ حتّی أُنزلك مناع جبلنا الذی یُدعی (أجاء).

امتنعنا واللّه به من ملوك غسّان وحمیر، ومن النعمان بن المنذر، ومن الاسود والاحمر، واللّه إنْ دخل علینا ذُلُّ قطُّ!!

فأسیر معك حتّی أُنزلك القُرَیَّة، [1] ثمّ نبعث إلی الرجال ممّن بأَجَاء وسَلْمی [2] من طیء، فواللّه لایأتی علیك عشرة أیّأم حتّی یأتیك طیء رجالاً وركباناً! ثمّ اَقِمْ فینا ما بدا لك، فإنْ هاجك هَیْجٌ فأنازعیم لك بعشرین ألف طائی یضربون بین یدیك


بأسیافهم! واللّه لایوصَل إلیك أبداً ومنهم عینٌ تطرف!

فقال له علیه السلام:

جزاك اللّه وقومك خیراً، إنّه قد كان بیننا وبین هؤلاء القوم قولٌ لسنا نقدر معه علی الانصراف! ولاندری علام تنصرف بنا وبهم الامور فی عاقبه! [3] .

قال الطرماح بن عدی: فودّعته، وقلت له: دفع اللّه عنك شرَّ الجنّ والانس، إنّی قد امترتُ لاهلی من الكوفة میرة، ومعی نفقة لهم، فآتیهم فأضع ذلك فیهم، ثمّ أُقبل إلیك إن شاء اللّه، فإنْ أَلحقك فواللّه لاكوننّ من أنصارك!

قال: فإنْ كنت فاعلاً فعجّلْ رحمك اللّه!

قال فعلمتُ أنّه مستوحشٌ إلی الرجال حتّی یسألنی التعجیل! قال فلمّا بلغتُ أهلی وضعتُ عندهم ما یُصلحهم وأوصیتُ! فأخذ أهلی یقولون: إنك لتصنع مرَّتَكَ هذه شیئاً ماكنت تصنعه قبل الیوم!؟ فأخبرتهم بما أُرید، وأقبلتُ فی طریق بنی ثُعَل حتّی إذا دنوتُ من عُذیب الهجانات استقبلنی سماعة بن بدر فنعاه إلیَّ! فرجعت.). [4] .


[1] القرية: تصغير قرية، مكان في جبلي طيء مشهور (راجع: معجم البلدان، 4:340).

[2] و هو أحد جبلي طيء، و هما أجأ و سلمي، و هو جبل و عز، به واد يقال له رك، به نخل و آبار مطوية بالصخر طيبة الماء. (معجم البلدان، 3:238).

[3] و في مثير الأحزان: 40/ " فقال عليه السلام: إن بيني و بين القوم موعدا أكره أن أخلفهم! فإن يدفع الله عنا فقديما ما أنعم علينا و كفي، و إن يكن مالابد منه ففوز و شهادة إن شاء الله!".

[4] تأريخ الطبري، 3:308.